سمية سيد تكتب: أموالهم وكرامتنا
ماذا تريد الإمارات من السودان لتصل هذه المرحلة من قتل شعب السودان واحتلال ارضه ونهب ثرواته؟
شيطان العرب يصدر بيان يدين أحداث الفاشر التي تسببت فيها بندقيته وحده مستغلاً غباء حميدتي دون أن يأبه بكل الإدانات من المنظمات والدول التي أكدت تورط الإمارات في كل قطرة دم سالت في أرض السودان.
بن زايد أراد قهر إرادة شعب السودان وفرض نماذج عسكرية وسياسية بما يخدم أجندة بلاده مستغلا المال الفاسد.
بن زايد تحول إلى تمويل عدم الاستقرار في السودان بعد فشل خطته في إنشاء مشروعات اقتصادية عبر نفوذ حميدتي الذي كان الرجل الأقوى قبل إشعاله الحرب.
قام بتوظيف الأموال بشكل غير مباشر لدعم نفوذ حميدتي وتقوية شوكته وتغلغله في الاقتصاد السوداني، ثم بشكل مباشر وأمام كل العالم لدعم المتمرد حميدتي عسكرياً ليستولي على كل السودان وتنصيبه قائداً على شعب السودان. دون أن يهتم إلى ما يقود إليه هذا التوجه من تفكيك النسيج الاجتماعي والسياسي للدولة وإبقائها في حالة ضعف وتبعية مستمرة.
لجأ شيطان العرب إلى السيطرة على العقول باستخدام الموارد المالية الهائلة لتمويل المراكز البحثية ووسائل الإعلام التي ترسخ مفاهيم التبعية وتبرر الهيمنة، وتصور فقر الشعوب كـ”قانون طبيعي” بدلاً من كونه نتيجة لـهيمنة اقتصادية وسلب للإرادة الوطنية دون مراعاة للنتائج النهائية لهذه الآليات وهي تدمير الكرامة على المستويين الفردي والوطني، وتجريد المواطن السوداني من الحقوق في دولة فقيرة مكسورة لا يمكنها أن توفر له أبسط خدمات الصحة والتعليم ومياه الشرب لدرجة يضطر معها إلى التنازل عن كرامته مقابل لقمة العيش أو الهجرة.
عندما تغيب الإرادة الوطنية تتحول الدولة إلى كيان تابع يأخذ قراراته بناءً على إملاءات خارجية، مما يمحو أي شعور بالاستقلال والسيادة الوطنية لدى الشعب.
ثم يأتي الفقر والجهل يكملان الدائرة.. الفقر الناتج عن الهيمنة المالية الذي يعيق التنمية البشرية والتعليم، مما يخلق دائرة مفرغة تُبقي الشعب غير قادر على المقاومة أو النهوض، وهو قمة القهر الذي أراد أن يصنعه بن زايد.
في عالم اليوم لم تعد العلاقة بين الدول الغنية والدول الفقيرة مجرد تبادل تجاري أو مساعدات إنسانية، بل تحولت إلى شبكة معقدة من السيطرة المالية تديم التبعية وتقوض سيادة الشعوب.
خلف شعارات التنمية والمساعدات تختبئ آليات قوية تستخدم أدوات قهر صامتة تديم فقر الشعوب. لكي نكسر حلقة القهر هذه التي قاتل بن زايد لفرضها علينا حكومة وشعباً أن نقوم بدور أكثر قوة على المستويات العسكرية في الميدان.. وهذا أمر مؤكد.. وأيضاً على المستوى السياسي بأن تقود القوى السياسية السودانية نشاطا داخليا وخارجيا أكثر فاعلية وعلى المستوى الإعلامي بنشاط يهز الضمير العالمي حول ما يحدث في السودان (الفاشر نموذجا).
على المستوى الشعبي ليس لدينا أي خيارات بغير الاستنفار وتجييش كل قادر على حمل السلاح للحفاظ على الوطن.