محجوب فضل بدري يكتب: ولو تعلقوا بستائر البيت الأبيض
– المقولة منسوبة للفاروق عمر بن الخطاب وقيل هى لسيدنا على رضى الله عنهما، وقد قيلت فى حكم الظالم أو القاتل الذى يلجأ للبيت الحرام خوفاً من القصاص، فقال الفاروق الحاكم العادل، أُقتلوه ولو تعلَّق بأستار الكعبة.
– فَرَكَ القحاطة والدعامة أياديهم جزلاً وهم يروجون لمفاوضات قيل إنها تجرى برعاية أمريكية فى واشنطن، بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا عيال دقلو الارهابية المجرمة لتحقيق شعار (لا للحرب!!) وروجت الاعلامية اللبنانية رنا ابتر فى بث مباشر لها على تلك الفرية، ربما لأنها بلديات مسعد بولص التاجر الممسك بملف أفريقيا فى ادارة ترمب.
– حقيقة الأمر أن البرهان والقيادة السودانية راغبة فى السلام مثلها مثل أى عاقل فالسلام من أسماء الله الحسنى والاسلام مشتق من اسمه السلام، والسلام مطلب كل سودانى وطنى بعد هذه الحرب الطاحنة،، ولكن ليس أى سلام!!
– أصدر اعلام مجلس السيادة الانتقالى بياناً، نفىٰ فيه نفياً قاطعاً ما تروِّج له بعض الوسائط بشأن اِجراء مفاوضات تُعيد عجلة الزمن الىٰ الوراء وتُعيد كيان الدعم السريع المحلول الى الحياة وتُعيد البعاتى الى منصب نائب رئيس مجلس السيادة وتُعيد سيئ الذكر حمدوك الى منصب رئيس الوزراء وليس فى هذا النفى أى تضارب أو تناقض مع ما يجرى فى واشنطن من مفاوضات ليست مليشيا آل دقلو طرفاً فيها، وقد تلقَّى السفير محي الدين سالم وزير الخارجية دعوةً رسمية من الخارجية الأمريكية لزيارة الولايات المتحدة وأصدرت الخارجية السودانية بياناً صحفياً فى هذا الشأن.
ولابد أن تكون الحرب بنداً أولاً فى أى مباحثات مع ادارة ترمب الساعى لنيل جائزة نوبل للسلام، وله انجازات ملموسة فى ذلك، ولكن ليس كل بيضاءٍ شَحْمةً ولا كل ما يلمع ذهباً، فشعب السودان يريد السلام ولا يريد الحرب. قولاً واحداً، وللأمريكيين أهدافهم فى السودان خاصةً وفى أفريقيا عامةً وخاصةً الدول المتشاطئة على البحر الأحمر لما له من أهمية!!
– البراغماتية التى تنضح بها خطة ادارة ترمب تجعل لبلادنا يداً لا غِنىٰ عنها لأمريكا التى تحب وترغب فى الشراكة مع حكومة قوية مسنودة من شعبها ولا اهتمام حقيقى لها بمسألة الحكم المدنى الديمقراطى، فها هى أمريكا تُقيم أقوى شراكاتها مع نُظمٍ لم تسمع ولن تسمح بالديمقراطية فى بلدانها!!
– والقحاطة على علم بان الشعب السودانى لفظهم لفظ النواة ولن يقبل بعودتهم ولو تدثروا بثوب الحداثة أو تعلقوا بستائر البيت الأبيض.
– ومليشيا آل دقلو تعرف أن العفو العام لو صدر فى حقهم بقرارٍ من البرهان فلن يُجيرهم هذا العفو العام من الحق الخاص ومن ملاحقة أصحاب المظالم لهم وهم بالآلاف ان لم نقل بالملايين، ولو تعلَّقوا بأستار الكعبة. اذ لا يُقبل من الظالم صرفاً ولا عدلاً ولو تعلق بأستار الكعبة لأن قداسة المكان لا تسقط حق المظلوم ولا تُجير الظالم ولو كان ذلك فى البيت الحرام دعك من البيت الأبيض.
– والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى القائد العام لقوات الشعب المسلحة، رجلٌ عركته الأيام فى الجيش وفى السياسة، فلا يتهافت على السلام ولكن يطلبه فى مظانِّه وبشروط الشعب الذى فوَّضه تفويضاً مطلقاً بأن يجلب له السلام سواءً كان ذلك فى ساحات القتال أو على طاولة المفاوضات مع من يديرون الحرب من وراء ستار فى مسرح العرائس!! وأصابعهم هى من تُحرِّك أراجوزات المليشيا وداعميهم من القحاطة.
– الشعب يساند القائد العام لجيشه و هو على يقين أن البرهان لو بقى مجنون يَطَقِّع فى الشارع زى هارب من مستشفى الأمراض العقلية، أو بقى هطلة زى عبد الرحيم طاحونة أو بقى عُوقة زى حمدوك، فلن يقبل بأن يضع يده فى يد حميدتى ويعيد الدعم السريع للمشهد السياسى، فأقصىٰ ما يمكن للبرهان فعله هو اصدار العفو العام، وهذا ليس بالتفاوض مع المليشيا الارهابية المجرمة بل مع أسيادها هذا ان جرت المفاوضات ثم ان نجحت.
وما ضاع حقٌ وراءَه مُطالب
والله غالب.