موازنات
الطيب المكابرابي
ذكرى أكتوبر وهرطقات الطبيق
اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر 2015يوافق الذكرى الحادية والستين لثورة أكتوبر المجيدة التي اندلعت في مثل هذا اليوم ضد نظام الرئيس ابراهيم عبود الذي وصل الحكم عبر انقلاب عسكري في نوفمبر 1958.
هي ثورة شارك فيها الشارع السوداني آنذاك بكل اطيافه وبكل اقاليمه رغبة في تخليص البلاد من حاكم ظهرت في عهده اولى فصائل المقاومة العسكرية في الجنوب (حركة انانيا) ومنع الحياة المدنية في كل شئ بحله الاحزاب والنقابات وتعطيله الدستور واعتماده نظاما عسكريا صارخا في وجوه الناس حتى بلغ الأمر ذروته بقمع المتظاهرين وسقوط كثر من الشهداء أولهم الشهيد الطالب طه القرشي داخل حرم جامعة الخرطوم..
كانت أول ثورة شعبية في العالمين العربي والافريقي تتمكن من إسقاط نظام حكم عسكري عبر القوة الناعمة (التظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني)
تلك كانت ادوات ثورة اكتوبر التي شاركت فيها كل الأحزاب عبر جبهة الأحزاب وكل المهنيين عبر جبهة الهيئات حيث أجبرت الفريق عبود على التنحي وتسليم الحكم للمدنيين الذين عادوا بدورهم الى الخلاف والشقاق ليصعد العسكر مرة أخرى بعد خمس سنوات..
المزيد من المشاركات
اكتوبر لم تعزل أو ينعزل عنها سوداني ولم تشابه أو تتشابه مع أي الثورات الشعبية اللاحقة التي حاولت الاستحواذ على نتاجها بعض الفئات والجماعات كما حدث في ثورة ديسمبر التي أدخلت السودان في نفق لم يخرج منه حتى الان..
من نتاج ثورة ديسمبر أن دخلنا حرب الجنجويد المفروضة علينا الان بعد تمجيد الثوار الهالك حميدتي واطلاقهم عليه لفظ (الضكران) ثم نجاحه في استمالة رموزهم وقياداتهم و(التضهر) بهم في مواجهة قيادات الجيش ليصبح نائبا للرئيس بأمر الثوار وهم يعلمون أنه قائد ومؤسس مليشيا قبلية مناطقية مكونة من الجهلاء ثم من بعد هلاكه ليترك لنا من عاهات مثل المدعو الباشا طبيق وقد صدق من وصفه من قبل بالباشا طربيق!!
يقول طربيق هذا من على منبر الجزيرة التي اعتادت استضافة العاهات أن مشكلة السودان لن تحل إلا بحل جذور المشكلة واساسها…
هو قول مقبول نعم لو أنه صدر من غير هذا الطربيق ولكن من الباشا المسمى تيمنا بباوشات اسسوا دولة 56 لا يعرف أساس المشكلة في السودان الا من منظوره هو المتمثل في إزالة دولة 56 واقتلاع كل من لاينتمي إلى قبيلته أو مجموعة القبائل التي تساكنه وتناصره من هذا السودان..
ما هو أساس المشكلة يا طربيق؟
هذا السؤال المراد توجيهه لهؤلاء القتلة العنصريين الذي أعلنوا مرارا وتكرارا استهدافهم لكل من لاينتمي إليهم وأنهم جاؤوا فقط لتغيير الواقع في السودان لصالح أبناء عنصر حددوه وهو السؤال الذي ستختلف الإجابة عليه مابين هذا الطبيق وقيادات احزاب تساعدهم في حربهم هذه باعتقاد أنهم الأقدر على تغيير الوجهة والتوجه بعد اعتلائهم الكراسي…
شعب أنتج ثورة اكتوبر وثورة ابريل وافشل مخرجات ثورة ديسمبر قادر لا محالة على إنجاب قادرين على استعادة كل شئ وتنظيف بلدهم من كل عاهة ومن كل من يدعي حرصا على البلد وهوالاحرص على مصالحه وعلى صنع تاريخ يضاف إلى تاريخ مجيد في بلد كان ومازال وسيظل معلما لمن حوله من الشعوب كيف تصنع الثورات وكيف تصان البلاد وكيف بتدافع الكل للدفاع عنها عند المحن والملمات.
وكان الله في عون الجميع
الثلاثاء 21 اكتوبر 2025
