سودانيون

نماء أبوشامة تكتب: حين يُثمر الشوق رجلًا

نماء أبوشامة تكتب: حين يُثمر الشوق رجلًا

بعض الرجال لا يأتون في أوانهم،

بل يُزهرون بعد صبرٍ طويل، وبعد أن ييبس الظن في قلوب النساء…

ثم يجيئ هو، كما لو أن الشوق صاغه على مهل، رجلاً لا يُشبه إلا الرجولة حين تُعانق العشق..

في الثلاثين من عمره، شَعره لم يعد أسود تمامًا، والشيب الذي لامس أطرافه لم يكن علامة تعب، بل أثرُ نُضجٍ جميل.

تتأمله فتشعر أن العمر استقر فيه، لا ليُثقله، بل ليُضيئه من الداخل..

يقضي يومه بين الأوراق والمشاريع والمواعيد الصارمة، ثم يعود إلى شرفته وصمت قهوته، وإلى جسد يُعيد ترتيب أنفاسه في صالة الرياضة، وإلى الماء حيث يذوب فيه كل شئ إلا روحه..

لا يُحب الضجيج، لا يركض خلف المجاملات، ولا يهتم كثيرًا بغير ما يعنيه: منصبه، نجاحه، وقلوب يحبها في صمت..

حتى التقاها..

كانت تشبه الانتظار الجميل…

تلك اللحظة التي لا تتكرر، المرأة التي تأتي بعد أن خفت الصوت داخله وكاد ينسى كيف ينبض.

حادثها مرة، فأدهشها… لا بشكله، بل بصوته، بكلماته، بطريقة حديثه،

فهمست بدهشة خجولة: “هل أنا حقًا بهذا الجمال؟”

وكان جوابه نظرة… لا تُفسّر، لكنها تُطمئن..

أحبّها كما لو أنه لم يعرف الحب من قبل،

كما لو أن قلبه خُلق من جديد لأجلها..

دلّلها كطفلة، احتواها كامرأة، نظر إليها كحلمٍ تأخر فصار حقيقة..

كان كريمًا بمشاعره، سخيًا في هداياه، لكنه كان أكرم حين منحها قلبًا بلا حذر،

وقلبُه ذلك… كان يُشبه بيته، لا يُفتح إلا بصدق..

لا يعنيه من يكون في أعين الآخرين،

يعنيه فقط أن يكون معها رجلًا عاديًا،

يخلع كل ألقابه، ويُلبسها سكينته، ويكتفي بها..

حين يُثمر الشوق رجلًا،

لا يأتي ناقصًا…

بل يأتي مكتمل النُضج والحب…

ويعرف تمامًا كيف يُحب ..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.