سودانيون

«البرهان» مع «كبار الجنرالات».. النقاط على الحروف!!

رفض سردية «بولس» حول سيطرة  "الإخوان" على الجيش وهاجم الامارات لأول مرة..

تقرير- محمد جمال قندول

أماط رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اللثام عن معلومات مهمة حول جملة من القضايا المرتبطة بسير معركة الكرامة وملف السلام وغيرها من الأطروحات المهمة التي تشغل بال السودانيين، وهاجم الامارات للمرة الأولى وذلك خلال اجتماعه مع كبار ضباط القوات المسلحة برتبة لواء، بحضور عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، وعضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر، ورئيس الأركان ونوابه، ونائب مدير قوات الشرطة، ونائب جهاز المخابرات، وممثل القوات المشتركة أمس الأحد.

ما خرج من تصريحات خلال الاجتماع للبرهان كان ضافيًا وأخمد نيران التساؤلات، حيث اتسم حديثه بالوضوح والمباشرة.

تصريحات البرهان كانت ضافية وأخمدت نيران التساؤلات..

أبواق صمود

رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان تحدث عن «الرباعية» وقال إن الإمارات إذا كانت جزءاً من الرباعية فإن السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة، لا سيما وأن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية.

البرهان قطع بعدم قبولهم السردية التي يرددها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولس بشأن وجود سيطرة لتنظيم الأخوان داخل الجيش، مشيرًا إلى أن الإمارات هي التي ظلت تطلق تلك السردية.

القائد العام: «الرباعية» ليست مبرئة للذمة في وجود الإمارات..

وأكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قدرة المؤسسة العسكرية على إصلاح وهيكلة بنيتها بنفسها.

البرهان أشار إلى أن الأحاديث التي يطلقها مسعد بولس هي صورة من أبواق صمود وتأسيس الميليشيا، بجانب أنه يتحدث بلسان الإمارات ويقرر في مستقبل العملية السياسية التي هي شأن سوداني خالص، معتبرًا بأن الورقة التي قدمتها الرباعية عبر بولس هي أسوأ ورقة يتم تقديمها باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي الميليشيا المتمردة في مناطقها.

وأشار رئيس مجلس السيادة إلى أن الوساطة حال مضت في هذا المنحى فإنهم سيعتبرونها وساطة غير محايدة، وتابع: “نخشى أن يكون مسعد بولس عقبة في سبيل السلام الذي ينشده كل أهل السودان”. وزاد: إنه يهدد ويقول إن الحكومة تعيق وصول القوافل الإنسانية وقامت باستخدام أسلحة كيميائية، وأردف: “نحن نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة ولا أحد في السودان يقبل بوجود المتمردين أو ان يكونوا جزءاً من أي حل في المستقبل”.

المؤسسة العسكرية قادرة على إصلاح وهيكلة بنيتها بنفسها..

مرحلة جديدة

الإذاعي والمحلل السياسي الحاج أحمد المصطفي ذهب إلى أن حديث رئيس مجلس السيادة يعبر عن تطلعات وموفف الشعب السوداني الذي استطاعت الإمارات أن تجعله العدو الأول لها لدعمها الميليشيا بآلة القتل والدمار، وفي نفس الوقت تعرض نفسها كوسيط للسلام، وهذا لا يستوعبه عقل بشري.

واعتبر مصطفى بأن ما ذكره البرهان هو لسان السودانيين الذين أجمعوا على طرد الجنجويد وانتصار القوات المسلحة في كل المحاور وتطهير كل الأراضي التي دنسها التمرد، وإنهم مع السلام العادل الذي لا مكان لـ«آل دقلو» فيه.

«بولس» يتحدث بلسان الإمارات  و«العملية السياسية» وهي شأن سوداني..

وأضاف الحاج أحمد المصطفى بأن الرئيس يعلم بأن الشعب كله يصطف خلفه وخلف القوات المسلحة وليس ببعيد الاستقبالات الحاشدة التي تستقبله.

بدوره يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن د. جمال الشهيد إن خطاب رئيس مجلس السيادة هو الأشد وضوحاً منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن القائد العام وضع النقاط على الحروف خلال اجتماع الأمس، وأكد بأن السودان لن يقبل بأي مسار سياسي أو تفاوضي يضم أطرافاً ثبت تورطها في دعم التمرد.

ويرى الشهيد بأن حديث البرهان رسالة مباشرة لـ«الرباعية» مفادها أن الوساطة لا يمكن أن تقوم على قاعدة «الجلاد والحكم في آن واحد». مضيفًا بأن حديثه نصًا (لا نرفض السلام، ولكن لا أحد يستطيع تهديدنا أو إملاء شروط علينا)، من أقوى الرسائل التي وردت في حديثه.

ورقة مستشار ترامب أسوأ ورقة تم تقديمها لأنها تلغي وجود الجيش..

وبحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد جمال فإن ما ورد على لسان رئيس مجلس السيادة لم يكن مجرد حديث داخلي أمام كبار الضباط، بل كان بياناً سياسياً وعسكرياً ورسالة دولية مفادها أن السودان لن يقبل وساطة من طرف متورط في الحرب، وأن المؤسسة العسكرية ليست رهينة لأي سردية خارجية، وكذلك تأكيده على أن معركة الكرامة مستمرة حتى استعادة الدولة وبسط سيادتها، وأيضًا حديثه بخصوص السلام وفق شروط تحترم سيادة السودان وحقه في جيش واحد.

واختتم الشهيد إفادته وذكر بأن خطاب الأمس يمثل مرحلة جديدة في تموضع السودان السياسي والعسكري، ويؤكد أن المعركة الآن ليست فقط ميدان بل معركة رواية وسيادة واستقلال قرار.

حديث رئيس مجلس السيادة يعبر عن تطلعات الشعب السوداني..

الصورة الحقيقية

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان قد ذكر بأن الدولة السودانية مستهدفة، وهو ما يتطلب جمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل مواجهة هذا الاستهداف، مشيرًا إلى أن معركة الكرامة هي معركة بقاء لكل السودانيين.

وقطع البرهان بعدم قبولهم لأنصاف الحلول، وقال إن الحلول التي تم تقديمها هي دعوة صريحة لتقسيم السودان. وتابع: لا أحد يستطيع أن يفرض علينا حمدوك وحميدتي. وقال إن الحالمين بحكم السودان وعلى رأسهم حمدوك لن يستطيعوا حكمه مجددًا، مضيفاً بأن القابعين بالخارج عليهم العودة للداخل ومواجهة السودانيين.

البرهان يثني على جهود ولي العهد السعودي لمعالجة الأزمة السودانية.

وأثنى رئيس مجلس السيادة على ولي العهد السعودي وجهوده من أجل معالجة الأزمة السودانية وتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن حديثه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح الصورة الحقيقية لما يدور في السودان.

* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.