نماء أبوشامة تكتب: نبض الخوف
أعيش في عالمٍ مزدحمٍ بالوجوه، لكنه خالٍ من الأمان.
يمرّ الناس من حولي، يبتسمون، يتحدثون، يضحكون، وأنا أراقب من بعيد، كأنني ضيفٌ عابر على حياة الآخرين.
صرتُ أخاف القرب…
أخاف أن أعتاد وجود أحد، ثم أستيقظ يوماً فلا أجد صوته.
أخاف أن أجد في أحدهم دفئًا يعوّضني عن البرد الذي يسكنني، ثم أعود لأواجه الصقيع وحدي.
كلما اقترب أحدهم، تذكّرت كل الذين رحلوا، كل الأحاديث التي توقّفت في منتصفها، وكل الأحضان التي لم تكتمل.
أُحاول أن أبدو بخير، لكنني أتآكل بصمتٍ يشبه الصبر، وأُقاتل فراغاً لا يُرى، يسكنني أكثر مما أعيش.
أحتاج إلى وجودٍ حقيقي،
إلى من يلمح خوفي قبل أن أنطق به، إلى من يفهم أنّ صمتي ليس جفاءً، بل خوفاً من الفقد.
لكنني حين أمدّ يدي نحو الدفء، أتراجع خطوة… لأن قلبي ما زال يرتجف من فكرة الوجع.
بين الرغبة في الأمان، والخوف من الانكسار، يتأرجح قلبي، ينبض ببطء، كأنه يسألني في كل مرة:
هل الحبُّ يستحق كل هذا الخوف؟