الطيب إبراهيم يكتب: الشعب السوداني ودوره في تقرير مصير بلاده
صاحب البصيرة الثاقبة والنظرة ذات البعد الأعمق يتبادر إلى ذهنه عنوان المقالة أعلاه… ما هو دور الشعب السوداني في ما يدور من صراع سياسي تحول إلى حرب وربما يتحول إلى حرب أهلية أو انقسامات داخلية وربما… وذلك مؤكد بكل تأكيد… زيادة الضغائن وضيق النفوس ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.
إن الصراع الدائر الآن في بلادنا العزيزة لأكثر من ثلاثين شهراً وربما تزيد عن ذلك لن يدفع ثمن صراع الساسة هذا إلا نحن الشعب المغلوب على أمره بعدما أصبحنا ما بين رحى العسكر وسندان الساسة نتلقى الضربة من هنا وهناك ونصرخ ولا أحد يعيرنا اهتماما حتى على مستوى الدول الخارجية.
غياب الدور الشعبي يمثل أس مشكلة السودان بفعل ضعف موقفه من أحداث تؤثر كثيرا على حياته اليومية ومستقبل أسرته الصغيرة ووطنه وهو ينظر لها ببلاهة يحسد عليها تحت شعار (نعمل شنو)؛
نعم عليك دور أن تلعبه في تقرير مصير البلاد والعباد وأنت واحد منهم تتأثر بما يحدث فيها ويصيبك الضرر طالما اخترت الصمت الخجول وفضلت السلبية على الإيجابية لأجل غرض زائل إو إرضاء لحزب أو جماعة.
لو قدر للشعب أن يقول كلمته في الصراع الدائر وقتها ما بين الجنرال البرهان وحميدتي لكان ذلك سببا في عدم قيام الحرب وتدمير البنية التحتية وخراب الاقتصاد والأسوأ منها الضغائن النفسية وما تسببه من أحقاد يتأثر بها الجيل القادم… بدلا من أن نعيش في سلام ووئام ومحبة يجمعنا الوطن الواحد… صرنا متفرفين غير متحابين تجمعنا القبلية والانتماء السياسي بعيدا عن مصلحة الوطن.
انتبهو أيها السادة… رسالة كان من الممكن أن يرسلها الشعب للمسؤولين عن مصيره ويطلب منهم الكف عن الأفعال التي تؤدي إلى الخراب بدلا عن العمار الذي يستظل بظله الجميع والعيش في محبة ووئام يسود أبناء الوطن الواحد ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها بل تضيق أخلاقنا بعدم تقبل الآخر وبالتالي تزيد الشقة ما بين أبناء السودان الواحد.
ولنا في رواندا أسوة حسنة… إذ حدث فيها ما لم تشهده القرون الحديثه من قتل ودمار وخراب… بل كان الفاقد البشري وحده أكثر من خمسة ملايين من البشر في بلد يقل عدد سكانها كثيرا عن شعبنا السوداني… ورغم مرارة الفقد والقتل الذي طال كل بيت في رواندا… كان حكماء البلاد يعون دورهم تماما بعيدا عن القبلية وقريبا من الوطنية الحقة فكان أن توافق أبناء أكبر قبيلتين في رواندا (الهوتو والتوتسي) على التفاوض ووقف قتل الأنفس والعمل على الإعمار والإنتاج بعيدا عن المرارات الشخصية لتصبح اليوم رواندا من أجمل دول قارة أفريقيا جمعاء.
ولنا في رواندا أسوة حسنة لمن كان يريد الخير للوطن الحبيب
فهلا تحركت قوى الخير داخلنا بدلا عن قوى الشر التي تسيطر على النفوس وتذكي النيران بدلا من إطفائها والبحث عن معاول البناء والإعمار.
الله من وراء القصد وعليه قصد السبيل