سودانيون

اغتيال ناظر المجانين،، تفاصيل ما حدث..

القبيلة قطعت قول كل خطيب، وحمَّلت المسؤولية للميليشيا،،

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ما انفكَّ المشهد القبلي والاجتماعي في السودان يرزح تحت وطأة حالة من الحزن والاحتقان على خلفية مقتل ناظر عموم قبيلة المجانين بكردفان، “سليمان جابر جمعة سهل”، ورفاقه من العمد والمشايخ في حادثة الاستهداف المباشر من قبل ميليشيا الدعم السريع التي استخدمت فيه طائرة مسيّرة بعد ظهيرة الجمعة الماضية، ويأتي مقتل الأمير سليمان سهل في وقت حرج يشهد فيه السودان تصاعداً في العمليات الميدانية في محور كردفان حيث تتقدم القوات المسلحة والقوات المساندة لها بثبات مُلحقةً بالميليشيا المتمردة هزائم ساحقة ومتلاحقة، كبدتها خلالها خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات الحربية، والآليات القتالية.

الحادثة أعادت إلى الواجهة جرائم المتمردين بحق المدنيين..

أزمة مستفحلة:

ويتجاوز مقتل الناظر “سليمان جابر جمعة سهل” البُعد القبلي ليتحول إلى أزمة مستفحلة بين ميليشيا الدعم السريع وبعض القبائل في إقليمي كردفان ودارفور، إذ عمّق الحادث من الجرح الاجتماعي وأعاد إلى الواجهة ذاكرة الغدر والاعتداءات التي ظلت ترتكبها الميليشيا بحق المدنيين والقيادات الأهلية، مما يؤكد أن ميليشيا الدعم السريع فقدت بوصلتها تماماً، وباتت تتحرك خارج أي إطار أخلاقي أو وطني، مستهدفة النسيج الاجتماعي ومؤسسات الإدارة الأهلية التي تمثّل ركناً أساسياً في حفظ الأمن والاستقرار في المجتمعات الإقليمية بالسودان، ويرى مراقبون أن اغتيال شخصية اجتماعية مرموقة بثقل الناظر ” سهل” يهدد بإشعال موجة جديدة من الغضب في المنطقة، لاسيما وأن الناظر القتيل كان يُعرف بدوره المتعاظم في تعزيز السلم الاجتماعي والدفاع عن حقوق مجتمعه المحلي.

مسؤولية الميليشيا:

وحمّلت الإدارة الأهلية لقبيلة المجانين قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن المجزرة التي راح ضحيتها 22 من أبناء القبيلة، وتفيد سردية الإدارة الأهلية بأن حادثة مقتل ناظر المجانين لم تكن معزولة، بل جاءت بعد سلسلة من المضايقات والانتهاكات التي تعرّضت لها المنطقة في الأشهر الماضية، فقد كثّفت ميليشيا الدعم السريع من تحركاتها في محيط منطقة المزروب، حيث كانت توجد ارتكازات للمتمردين قبل أن تُقصف لاحقاً بمُسيَّرة، ما دفع أفراداً من الميليشيا للفرار نحو القرى، ومنها قرية المزروب، ومع دخولهم القرية قاموا باقتحام المنازل والاعتداء على الأهالي، الأمر الذي فجَّر الغضب في النفوس، لكن الأمير الراحل سعى إلى تهدئة الموقف ومعالجة القضية عبر الحوار وبعيداً عن العنف.

الميليشيا دعت الناظر إلى اجتماعٍ، غابت عنه وأرسلت نيابةً عنها مُسيَّرة..

سردية الحادثة:

ووفقاً لرواية متحدث باسم الإدارة الأهلية لقبيلة المجانين، فإن ما جرى في المنطقة بدأت تفاصيله مساء الخميس الماضي، عندما حاولت مجموعة مسلحة من عناصر ميليشيا الدعم السريع نهب هواتف لمواطني القرية من موقع ” استارلينق”، لكن المواطنين قاوموهم حيث اندلعت اشتباكات أودت بحياة ثلاثة من الدعم السريع، تبعتها سلسلة من المداهمات والهجمات على منازل المواطنين، وقال المتحدث إن الموقف تصاعد بعد تهديدات من قيادة الدعم السريع بمطالبة الأهالي بفدية مالية مقابل عناصر الميليشيا الذين سقطوا، على أن يطلق المتمردون بموجب ذلك سراح عدد من الشباب المحتجزين لديهم، ونوه المتحدث باسم قبيلة المجانين أن قيادة ميليشيا الدعم السريع، طلبت اجتماعاً مع الإدارة الأهلية للقبيلة لحل الخلاف، وتم الاتفاق على ذلك في اليوم التالي الذي يصادف الجمعة، مبيناً أن الناظر “سليمان جابر جمعة سهل” وبعد أن أدى صلاة الجمعة، توجه بوفده إلى الموقع المحدد للاجتماع ” تحت ظل إحدى الأشجار” ولكنه لم يجد أحداً من قيادات ميليشيا الدعم السريع الذين كانوا قد حددوا المكان والزمان، ليتفاجأ بصاروخ من طائرة مُسيّرة أدّى إلى استشهاده ورفاقه، وأكد المتحدث باسم الإدارة الأهلية لقبيلة المجانين أنهم يعتبرون الدعم السريع متهماً أولاً في الحادثة، مجدداً التزام قبيلة المجانين بأن تظل على عهدها في حماية الأرض والدين والدفاع عن المجتمع كما أوصى الناظر الراحل.

توقعات بأن تدفع الحادثة قبائل كردفان ودارفور إلى التصدي لتمدد الميليشيا..

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر فإن مقتل ناظر عموم قبيلة المجانين بكردفان على أيدي ميليشيا الدعم السريع يشكّل منعطفاً خطيراً في مسار العلاقة بين الميليشيا والقبائل في إقليمي كردفان ودارفور، ومن شأن هذه الجريمة أن تدفع قبائل كردفان ودارفور إلى توحيد صفوفها ورفع صوتها عالياً رفضاً لتمدد هذه الميليشيا الإرهابية التي تعيث فساداً في الأرض بالقتل والنهب والسلب وانتهاك الحرمات.

* نقلاً عن صحيفة (الكرامة)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.