سودانيون

نماء أبو شامة تكتب: ليس كل وجودٍ نجاة

نماء أبو شامة تكتب: ليس كل وجودٍ نجاة

ليس كل من أتى سينقذك، ولا كل من قال “أنا هنا” كان حقًا هنا.

أحيانًا، يأتي الناس محمّلين بما يكفي من الغياب، وإن وقفوا أمامك.

يبتسمون، لكنك ترى في أعينهم ارتباك الرحيل قبل أن يبدأوه.

تظنّ أن وجودهم يعني الأمان، فتفتح لهم قلبك، وتضع أحلامك على طاولتهم.

ثم تكتشف أن بعض الوجود أكثر قسوة من الغياب، وأن بعض الكلمات تُطفئ فيك ما ظننت انها ستوقده وبعض الأيدي تُصافحك وهي تُخفي وراءها “انسحابًا هادئًا”.

تتعلم ببطء أن النجاة ليست في الناس، بل فيك.. أنك حين تنكسر، لن يُلملمك إلا وعيك بنفسك، وهدوءك الذي تبنيه بعد العاصفة.

وأن الذين وعدوك بأن يكونوا الضوء، قد يتحولون إلى ظلٍ طويل يسبق خيبتك بخطوة.

فتجد نفسك أمام حقيقة مؤلمة…

منهم من يأتي ليذكّرك كم كنت بخير قبلهم، ومنهم من يتركك تبحث عن نفسك التي أضعتها في طريق عودتهم..

لكن رغم كل ذلك، ستتعلم أن تقوم وحدك، أن تنفض عنك غبار الخيبات، وتعيد ترتيب روحك على مهل.

وستعرف أن السلام لا يُمنَح، بل يُبنى بيدٍك.

وحين تصل إلى تلك الطمأنينة الصافية…

ستبتسم بهدوء، لأنك أخيرًا صرت النجاة التي كنت تنتظرها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.