سودانيون

رؤى تاج السر ..تكتب ..القانون أم التربية

مرات الواحد بتساءل : الحاجات البنشوفها في السوشيال ميديا من كلام جارح، سلوكيات غريبة، محتوى ما عندو أي قيمة… دي جاية من وين؟
هل التكنولوجيا كشفت لينا الواقع على حقيقته؟ ولا الضغوط الحياتية هي السبب ؟ ولا ببساطة الموضوع غياب تربية؟ أم غياب الوازع الديني
ام هي جموع كل هذه الأسباب.
الزمن اتغير، لكن السؤال: هل نحن ذاتنا اتغيّرنا ولا كنا كدا من الأول؟ في ناس بتقول: المجتمع زمان كان أنضف وأحسن، لكن الحقيقة،
في تصرفات كتيرة كانت موجودة من قبل الفرق إنه زمان كانت متغطية بالحياء، واحترام الكبار والمجتمع. حاليا المنصات فتحت الباب على مصرعيه، والناس بقت تعرض كل شيء قدام العالم، بلا غطاء.
بمعنى آخر، السوشيال ميديا ما جابت سلوكيات جديدة، لكن خلت القديم يظهر بوضوح أكبر.
وبرضو لازم نعترف إنو الظروف ضغطت الناس؟الحرب، الغلاء، غياب الاستقرار) دي كلها بتخلي الزول يعيش في حالة توتر دائم. والإنسان المضغوط بفتش عن أي طريقة يفرغ بيها غضبه أو إحباطه.
مرات بكون في شكل محتوى سلبي، مرات في ألفاظ جارحة، ومرات في تصرفات ما عندها علاقة بعاداتنا وقيمنا.
لكن هنا بيجي سؤال مهم: كيف نواجه دا؟ هل بالقانون؟
القانون طبعًا مهم. وجود نظام وعقوبات بيردع جزء كبير من التجاوزات، في النهاية الزول البخاف من العقوبة بيفكر مرتين قبل ما يعمل حاجة، لكن هل القانون كافي؟ الإجابة لا.
لأنه القانون ممكن يمنع الفعل الظاهر، لكن ما بغير القناعات الداخلية. ممكن توقف زول من كتابة كلام مسيء، لكن ما بتقدر تمنعو من التفكير بالطريقة دي.
الحل الحقيقي ببدأ من التربية. البيت هو المدرسة الأولى، وهو المكان البينغرس فيه الاحترام، المسؤولية. الزول الاتربي على القيم دي، حتى لو دخل أوسع منصات العالم، ح يكون ثابت وما بتأثر بسهولة. بالعكس هو البيغير في الناس حواليه.
لكن برضو ما بنقدر نعتمد على التربية وحدها؟ لأنخ في أسر ضعفت، في ظروف خلت التربية ما تكون زي زمان وفي شباب كبروا في بيئة مشتتة. عشان كدا القانون والتربية لازم يمشوا سوا. القانون يحدد الحدود، والتربية تزرع الأساس.
في النهاية، السلوكيات السلبية البنشوفها ما مجرد مشكلة “عيب” أو “قلة أدب”، هي في الحقيقة علامة أعمق(هي إنذار إنو في خلل في المجتمع)
قد يكون غياب قيم، ضغوط نفسية واقتصادية، أو غياب قدوة حقيقية.
ولو ما وقفنا وقفة جادة، ح نلقى نفسنا في دوامة: نلوم التكنولوجيا يوم، نلوم الظروف يوم، لكن ما بنواجه أصل المشكلة.
الإصلاح محتاج جهود وتكافل من كل الجهات: الأسرة، المدرسة، القانون، وحتى الإعلام. محتاج وعي حقيقي يخلينا ما نطبع مع السلوكيات السالبة، وفي نفس الوقت نوفر للشباب بدائل حقيقية، مساحات للتعبير بشكل صحي.
المجتمع السليم ما بيتبني بالعقوبات بس ولا بالكلام الطيب فقط ،بل يبني بخليط من الاثنين: قانون يحمي، وتربية تغرس. لو فقدنا أي واحد فيهم، ح نظل في حلقة مفرغة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.