في شهر نوفمبر الماضي 2024 توفرت لدي معلومات بأن منظمة (بروميديش الفرنسية) المشبوهة بصدد تنظيم ورشة تضم التنظيمات و القوى ذات التوجهات الإسلامية لإستطلاع آرائهم و الإستماع لتصوراتهم حول مشروع سياسي تعده المنظمة بالشراكة مع الخارجية السويسرية و جهات أخرى للخروج من الأزمة ـ كما تدعي ـ و كانت البلاد قد دخلت في أزمة سياسية معقدة منذ توقيع (قحت) مع شركائها العسكريين في ذلك الوقت على سيئ الذكر (الإتفاق الإطاري) الذي كان من الواضح أنه فخ نصب بعناية من قبل ما يسمى ب (الرباعية) المكونة من الولايات المتحدة ، السعودية ، بريطانيا ، الإمارات لجر
البلاد إلى الحرب التي نعيش فصولها منذ الخامس عشر من أبريل 2023 !!
المنظمة و قبل أن تفكر في دعوة الإسلاميين قامت بعقد عدة (ورش) في سويسرا شاركت فيها أحزاب قوى (قحت/تقدم/صمود) التي تمثل الذراع السياسي لمليشيا الجنجويد ، و الحزب الإتحادي الذي يتزعمه نجل الميرغني (جعفر) ، و حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الدكتور علي الحاج ، بالإضافة لقوى صغيرة أخرى و قد أطلق على هذه الورش إسم (منصة نيون) إشارة إلى المدينة التي عقدت فيها !!
و حتى تهيئ للورشة تواصلت المنظمة مع عدد من الأفراد من قيادات أحزاب و قوى التيار الإسلامي لإقناعهم بأهمية المشاركة في الورشة !!
بعد إطلاعي على المعلومات أعلاه نشرت مقالاً على صفحتي بتأريخ 30 نوفمبر 2024 أوردت فيه الدوافع و الأهداف الحقيقية لتحركات المنظمة و طالبت فيه الإسلاميين بعدم (الوقوع في الفخ) !!
أمس الجمعة علمت بأن الورشة المخصصة للقوى الإسلامية قد عقدت بالفعل في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) و أنها قد فرغت من أعمالها بعد جلسات إستمرت لمدة ثلاثة أيام ، و اليوم طالعت بياناً صادراً عن المشاركين مبررين فيه أسباب مشاركتهم و أوضحوا فيه ما تم في الورشة بلغة و عبارات معممة ، و أبرز ما جاء فيه أن الورشة عقدت بغرض التشاور حول رسم خارطة طريق تقود إلى مسار سياسي جديد يخرج البلاد من أزمنها الراهنة !!
القوى الإسلامية و الوطنية التي شاركت في الورشة حسب البيان هي :
١/ حركة الإصلاح الآن التي يقودها الدكتور غازي صلاح الدين
٢/ حزب المؤتمر الوطني بقيادة المهندس إبراهيم محمود
٣/ الحركة الوطنية للبناء و التنمية
٤/ حزب بُناة السودان
٥/ حزب قوى الإصلاح و التعمير القومي
للأسف فإن المشاركين في الورشة قد (وقعوا في الفخ) و مشاركتهم و ما قدموه في الورشة لن يؤخذ به لأن المشروع أصلاً معد و جاهز و المنظمة و الجهات التي تقف من ورائها أرادوا أن يضفوا على مشروعهم بعض المشروعية بإدعاء أن الإسلاميين (المعتدلين) قد تم إشراكهم في مراحل إعداده !!
و كانت قوى إسلامية و وطنية أخرى قد أصدرت تصريحاً صحفياً في 18 أغسطس الجاري أعلنت فيه رفضها للدعوة التي وجهت إليها من المنظمة للمشاركة في الورشة
معللة موقفها بأن الأولوية الآن لحسم معركة الكرامة .. (تجدونه منشوراً في صفحتي) ..
و هذه القوى هي :
١/ المؤتمر الشعبي برئاسة الدكتور الأمين محمود
٢/ المؤتمر الوطني برئاسة أحمد محمد هارون
٣/ حركة المستقبل للإصلاح و التنمية
٤/ منبر السلام العادل
و لاحقاً أصدر حزب الأمة برئاسة الدكتور الصادق الهادي المهدي تصريحاً صحفياً مماثلاً ..
* لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ..
* لا للتدخلات الأجنبية في تحديد مستقبل البلاد خاصة من قبل منظمات و جهات مشبوهة !!
* الحوار يجب أن يكون (سوداني/سوداني) داخل الوطن * و الحل يجب أن يكون سودانياً خالصاً ..