مداخل للدواخل
المتأمل للمشهد السياسي ما بعد ديسمبر ٢٠١٩م يشهد دخول الحركة الاسلامية بمشروعها و كوادرها في حالة من الفوبيا العامة ( فوبيا الخوف من الجماهير) مردها حالة تيقن تام من رفض الاخر ، اذ أن مشروع الحركة الذي امتد لثلاثين عاما ثم سقط (بمؤامرة داخلية )لم يحسن مهندسها قراءة مآلاتها جعل الكثيرين في حالة من الذهول و الحيرة أن كيف سقطت الانقاذ بكل تمكنها و سطوتها الأمر الذي أنعكس لاحقا في حالة انزواء تامة لمنسوبي الحركة على صعيد ساستها و عامتها ليدخلوا في حالة من البيات السياسي المتوجس الأمر الذي اتاح للجنة وجدي و رفاقه ممارسة المزيد من الارهاب المعنوي و السياسي تجاه المشروع و سدنته ، و لعل من لطف الله على الحركة و قادتها و جماهيرها أن غيض الله (حكومة فاشلة ) لتعقب تجربتهم بكامل محاسنها و مساويها و مع كل فشل و هشاشة حكومة حمدوك و صحبه إلا أن الاخوان لم يبارحوا محطة فوبيا السقوط الأولى فظلوا أكثر توجسا من أن يلفظهم الشارع مرة أخرى حيث ظلوا كذلك كبيدق في يد الجنرال فإن شاء قربهم و ان شاء ركلهم و ان تساءل سائل ما في لحظة ما عن سر ذلك الخنوع اتته الاجابة الأكثر عفوية من ظرفها : الأمور مرتبة ، ثم حتى بعد اندلاع الحرب التي قدمت فيها الحركة الاسلامية تضحيات عظام و جسام ظلت كذلك في مربع توجسها و حذرها ففي الوقت الذي بدأت فيه الحركات المسلحة أكثر ذكاء و شجاعة و هي تقاسم ضباط السيادي السلطة و النفوذ بدأ الاسلاميون أكثر زهدا في ذلك و ان قفز سؤال الضرورة المرحلية عن ما المقابل الذي جنته الحركة من خوضها الحرب في كل جبهاتها بكل هذا الحماس أتت الاجابة كالعادة : الأمور مرتبة ، بالأمس القريب همست أزقة المدينة عن حالة من الانفتاح السياسي لا سيما بعد التعديلات و الاحالات التي نفذها الجنرال و التي فسرها البعض ( قصقصة أجنحة مع سبق النية و العزم ) و حتى في عز الهياج الأسفيري الذي عم الكثير من مناصري (الحركة الوديعة ) كانت الاجابات تترى في كل المواقع ان : الأمور مرتبة ،ختاما يا أحبابي واقع الحال ينبئ أن الحركة ستقدم المزيد من التضحيات و الدماء مع زهدها المختلط بمشاعر التوجس و التردد في المطالبة بأية امتيازات كتلك التي حصدها جوكية المشهد الراهن و في ظل هذا الرعب المتجذر في مفاصل الحركة (بعد شاكوش السقوط الأول ) يبدو انه حتى و لو عاد حمدوك مرة أخرى ثم هتف حانق ما بوجه صقور المشروع ما الأمر بالضبط؟ فإن الاجابة بلا شك ستكون : الأمور مرتبة …….!