هو ليس شخصًا عادياََ… يشبه انكسار ضوء على زجاج المطر، تلك النغمة المخبأة بين أوتار العود، ورائحة الليل حين يلتقي بالياسمين..
لا يشبه إلا نفسه، ولا يمكن أن تُقاس ملامحه بمعايير الجمال، لأنها ببساطة خارج التصنيف.. كأنه جاء من بعدٍ آخر، حيث لا وجود للنسخ ولا التشابه، وحيث كل ما فيه صُنع ليكون كما هو… نادرًا، وصعب التقليد..
حين يكون قريبًا، يصبح كل شيء حولك أقل أهمية..
حين يكون بقربك تشعر ان العالم يكتسب لوناََ جديداََ وانك فجأة تريد أن تتحوّل لقصيدة، لبحيرة صافية، لفراشة تهبط على كتفه وتبقى..
أن تصير لوحة زيتية يمرر أصابعه عليها، أو نسمة صيفية تلامس شعره..
إنه الجمال الذي لا يُحتمل… جمال يخيفك لأنك تعرف أن قلبك أضعف من احتماله..
برفقته، تتغيّر قوانينك..
إذا مشيت معه، ستتوقف عن رؤية الأرصفة، وربما تمشي في منتصف الشارع وكأنك وحدك..
وإذا قدت السيارة، فالأمر يشبه السير في حلم… كل شيء خارج النافذة يختفي إلا ملامحه، حتى يخطر في بالك أن حادث السير قد يكون أهون من صرف نظرك عنه..
هو ليس من العالم العادي… بل من بُعد آخر..
بُعد لا يُقاس بالمسافات، بل يُقاس بنبضك حين يكون أمامك..
والمشكلة أنك تدرك جيدًا أن الحياة لا تمنحك فرصة أن تبقى في ذلك البعد طويلًا… لذلك تظل هناك، معلقًا، بين الرغبة في النظر والخوف من أن تغرق..