هناك مساحة لا يجرؤ كثيرون على البقاء فيها…
ليست قريبة بما يكفي لاحتراق القلب، ولا بعيدة حدّ التجمد..
مسافة محسوبة… كخط رفيع تمشي عليه بلا اندفاع، ولا تراجع..
حيث لا تفتح ذراعيك للحب حتى آخر المدى،ولا تدير ظهرك بالكراهية حتى آخر الطريق..
تعطي ما يكفي لتكون حاضرًا،
وتحتفظ بما يكفي لتبقى حيًّا إذا رحل الآخرون..
هنا، لا تتورط في وعودٍ مُترفة،
ولا تُحمِّل قلبك أكثر مما يستطيع..
لا حبّ بسخاء يجعلك تنكسر،
ولا جفاء قاسٍ يجعلك تنطفئ..
إنه المكان الذي تتعلم فيه أن العاطفة إذا تجاوزت حدّها تتحول إلى ألم،وأن الغياب إذا طال يتحول إلى موتٍ بطيء..
هناك ، تُدرك أن النجاة ليست في الامتلاء… بل في التوازن..
هو حصنك الذي تبنيه من حصاد التجارب،وملجؤك حين تشتعل الأطراف بالنار أو تتجمد بالبرد..
في ذاك المكان، لا تملك كل شيء،لكنّك تملك ما يكفي لتواصل الحياة… بلا خسائر فادحة..