فقد السودان أحد أبرز رموز معركة الكرامة الوجودية، الشهيد البطل مهند إبراهيم فضل، الذي خاض معارك سلاح المدرعات الدفاعية والهجومية بكل شجاعة وإخلاص حتى إعلان الخرطوم خالية من مليشيا الدعم السريع .
كان مهند صوت الإعلام الحربي، يطمئن الناس أن المدرعات صامدة بقايدتها وجنودها ومجاهديها وأن النصر سيكون حليفنا، وأن الشباب هم سند القوات المسلحة وأن الدماء والأرواح رخيصة من أجل الشعب السوداني،وأن المعركة ليست بين مليشيات أو فصائل محددة، بل معركة الشعب السوداني كله. رسالته الأولى كانت دعوة للجميع للتحرك بسرعة وشجاعة، لتكون المعركة دفاعًا عن الوطن السودان ولمجابهة مؤامرة الغدر الكبيرة .
أما رسالته الثانية، فكانت جسورًا من الشجاعة والإيمان مقاتل لا يهاب الموت، يطلب الشهادة بدافع واعٍ وإيمان منقطع النظير، مؤمنًا بأن القتال والدفاع عن الوطن يصدان الهجمة الشرسة والحرب الموجهة ضد السودان، بمخططات عالمية
كما قال المفكر علي شريعتي:
الشهادة في قاموسنا ليست حادثًا دامياً منغصًا كما هي عند بعض الأمم في تاريخها، مجرد تضيحة يقدم عليها أحد الأبطال إذ يُقتل بيد عدوه في ساحة القتال فيكون موته مبعث ألم، ويُسمى ‘شهيدًا وموتُه ‘شهادة’. لا، الشهادة في معارفنا ليست موتًا يفرضه العدو على المجاهد، بل اختيار واعٍ يقدمه المجاهد بكل طواعية ووعي وإدراك، ويختاره بدافع ذاتي بعيد،وقد نعت الحركة الإسلامية السودانية الشهيد مهند إبراهيم فضل حيث أكّد الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية أنّه يحتسب المجاهد القائد مهند إبراهيم فضل ورفاقه عند الله تعالى، قائلاً: لقد لبّى نداء ربه والتحق بإخوانه الشهداء بكردفان، ممسكًا براية الجهاد والكرامة، مستعصمًا بقيم الدين والدعوة، مُلهِمًا ومُصابِرًا صنديدًا لا يُشقّ له غبار. مضى اليوم برفقة إخوان له كُرماء، شبابٍ من مشاعل النور، فتقدّموا ولم يتزحزحوا، وانطلقوا ليسدّوا الثغور بدمائهم الزكيّة وأرواحهم الطاهرة، ليكتبوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل التضحية والفداء.”
ويُجسد الشهيد مهند إبراهيم فضل روح المجاهدين من الشباب السوداني الخلص الذي لم تتزعزع قيمه ولا انحرفت مبادئه، شبابًا قدم نفسه بكل طواعية ووعي من أجل الوطن والدين لا لكسب دنيوي كان مثالاً للمجاهد الواعي الذي يختار التضحية بنفسه لا حماية مصالحه الشخصية بل خدمة السودان وأمته مضحيًا براحته ووقته وحياته في سبيل نصرة الحق والكرامة ودفاع منزه من الأغراض وطلب الحاجات .
إن استشهاده يعكس حقيقة أن السودان ما زال يزخر بشباب أصيل حر قادر على تحويل الفاجعة إلى عزيمة والنصر إلى إرث خالد للأجيال القادمة لتبني عملها على أن هذه الارض كان فدائها الدماء الحارة
ويجب علينا أن نتدافع جميعًا ونواصل الدفاع عن وطننا، وأن يصبح الشهيد مهند رمزًا وقائدًا وقدوة، يسير على نهجه المجاهدون وكل قطاعات المجتمع الساندة للقوات المسلحة والقوات النظامية والكتائب المساندة، فهم جنود مخلصون هدفهم واحد وقلوبهم واحدة. نسأل الله أن يتقبل جميع الشهداء في محاور كردفان ودارفور، وإخوان الشهيد .
استشهاد مهند لم يكن نهاية، بل مبعثًا واستنهاضًا للهمم. اعتُبره الكثيرون فتحًا جديدًا لكردفان ودارفور بأذن الله
وصف القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهانمهند أيقونة للمجاهدين، القوات المسلحة والشعب السوداني لن ينسوا بطولات مهند وإخوانه في معركة الكرامة
عجزت الكلمات عن حصر مناقب الرجل الصادق المخلص وعيه الديني، ووطنيته العالية، وهمة القتال التي لم تعرف الضعفشهيد مجاهد، ترك إرثًا خالدًا في التاريخ السوداني، وسيظل اسمه رمزًا للشجاعة والتضحية في سبيل الوطن.