سودانيون

نماء ابو شامة ..تكتب .. بين ذبذباته أبحث عنك

 

أتحدث إليك عبر الهاتف وكأنني أحتضن الغياب كمن يُحتضن سرٌّ لا يُقال.. يطلّ صوتك عليّ، فاتنًا كحضورٍ ناقصِِ، دافئًا كشتاءٍ بلا نار..تمنحني التقنية نصفك… صوتك، وتتركني وحيدة في مواجهة النصف الآخر، حضنك المؤجل..

كم وددت لو أن للأسلاك قلبًا يرحم، لو أن الذبذبات تعرف الشوق فتتحوّل إلى معابر نعبرها فقط نحن العشّاق..

تخيّلت غرفًا سرّية في الهاتف، لا يدخلها سوى من أحبّ بصدق، نخلع فيها مسافاتنا ونلتقي كما يليق بالحب أن يلتقي… بضمّة لا تُقطعها نغمة النهاية..

أضحك من جنون الأمنية، ثم أبكي من صدقها.. فما أصعب أن يمنحك الهاتف لقاءً مشوّهًا.. نسمع، نضحك، نرتجف، لكننا لا نلتقي. تبقى المسافة كحدٍّ قاسٍ بين الروح والجسد..

يا حبيبي… إنهم اخترعوا آلاف الطرق ليتواصل الناس، لكنهم نسوا أن الحب يحتاج عناقًا لا يُختصر في صوت.. حتى ذلك الحين، سأظل أبحث عنك في ذبذبات الهاتف، كمن يفتّش عن وطنٍ ضاع منه، وسأكتفي من حضورك بصدًى يوقظ في قلبي حياة مؤجلة..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.