يحمد للرئيس السابق عمر البشير أنه كان يضرب باي قرار تدخل دولي عرض الحائط ، وظل البشير صامدا في وجه التدخلات الدولية حتي بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل وحرب دارفور وما ترتب عليها من قرارات وصلت حد التهديد باستخدام الفصل السابع .
ويبدو ان العالم الخارجي قد فطن الي ان أسلوب التهديد والوعيد مع حكومة الانقاذ لم يأتي اكله، فتم تغيير الخطط بأعداد اشخاص تم تاهليهم وتدريبهم للتغيير الناعم ،حيث كانت اكبر عملية اختراق لمكتب الرئيس البشير بواسطة طه عثمان الحسين، وما ترتب عليها من احداث داخلية وخارجية ،ظهرت جليا في عملية اعادة ترشيح البشير الذي وجد مقاومة كبيره من قبل الحاءات الثلاثة …”الحركة والحزب والحكومة” ووسط انشغال الثلاث “حاءات” بترتيب أمرهم الداخلي ،كانت هناك قوي خفية تدير أمر المشهد الشعبي…وتعد المسرح لتغيير جذري فكانت ديسمبر التي تم الإعداد لسيناريوهاتها خارجياً وتم تنفيذها بدقه عالية،من قبل متعاونين افراد ومنظمات داخل البلاد.
فالشاهد في الأمر ان ديسمبر كانت مسرحا لاجهزة المخابرات العالمية ، فاصبح ميدان الاعتصام مزاراً لكل من هب ودب من السفراء والمنظمات….تحت مسمي دعم الحراك السلمي..
ووسط هتاف الهتيفه ….تكالبت وتواصلت الضغوط علي قيادة مجلس السيادة لحل جهاز المخابرات،وبالفعل تم الحل …الذي حل كل عصب الدولة ومؤسساتها واصبحت الخرطوم عبارة عن بؤرة لاجهزة المخابرات العالمية…الكل يبيع ويشتري علي طريقته … والعطاء لمن يدفع اعلي… وحتي اختيار حكومة حمدوك تم باختيار دولي لتنفيذ اجندة الخارج…..فرغم تقدم الرجل لاستقالته الا انه ما زال مطروحا كخيار للرئاسة لاي عملية سياسية قادمة …
وفي 11 ابريل 2023م يبدو ان الكفيل قد قنع من المواكب والتتريس وقرر الافصاح عن وجهته ،فاصبحت الخرطوم علي تغيير ،تحت مسمي الاتيان بالحكم الديمقراطي…عبر البندقية …..تجييش وتحشيد وآلة اعلامية ضخمة كانت معدة مسبقأ لهذه الحرب بالوكالة ….تستر الداعمين تحت مسمي المحايديين ، فلم يدم ذلك الحياد طويلاً ،فسقطت الاقنعة عن كل صاحب غرض ومرض..
نحن الان نواجه تدخل دولي في شؤون بلادنا ..يحتاج صحوة قوية للقيادة العسكرية …تعيد الأمور الي نصابها …هذا البلد ليس كمثل البلدان الاخري فنحن ..عبارة عن تجمع وتلاقح ثقافات …أي استسهال لعملية صب الزيت علي النار لن يبقي أحد…