عبد الماجد عبد الحميد يكتب: من دروس ملاحم قرية الشايقاب

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: من دروس ملاحم قرية الشايقاب

• سجّلت قرية الشايقاب موعدها مع التاريخ.. وكتبت في جبين الزمان والتاريخ أنّ سفر البطولة والشجاعة يتجدد ولا يتبدد..
• من دروس ملاحم قرية الشايقاب أنّ أبناء ولاية الجزيرة قد حزموا صفوفهم لتحرير مراتع صباهم ومدافن أجدادهم من دنس الغزاة القادمين من بلاد الشتات حيث لا هوية ولا تاريخ ولا إنتماء..
• أصاب الهلع مليشيات التمرد وكلاب صيدها من وصول الجيش السوداني وطلائع المجاهدين إلى قرية الشايقاب لأن أنوار مدينة مدني الجميلة تتلألأ وتتراءى للناظر الجالس على تخوم ودفاعات قرية الشايقاب ومن مئذنة القرية الوادعة يُكحّل الرائي عينيه ويمتّع دواخله من عطر مدني الحبيبة.. ولهذا تجمّع المخمورون والمغمورون والمأجورون من كل أوكارهم في شرق النيل والأزهري ومايو والكاملين وحشدوا ما تبقى لهم من آليات قتالية المسروق منها والمحروق لدخول قرية الشايقاب التي أعدت في الساعات الأولى من يوم أمس عدة الصبر واليقين والبسالة لمواجهة عصابات الشر والفسوق..
• لم تواجه هذه العصابات المأجورة بأساً وشدة وموتاً وقتلاً وذعراً منذ تدنيسها لتراب ولاية الجزيرة مثلما ذاقت مرارة الهزيمة والصّغار صباح وطيلة يوم أمس على تخوم قرية الشايقاب..
• انجلت المعركة عن نصرٍ مبين لقواتنا الباسلة.. عدد محدود من الشباب النواضر سطروا ملحمة بطولية ستبقى للتاريخ.. سقط 8 شهداء و12 جريحاً روت دماؤهم ثرى القرية التي أحبوها وأحبتهم.. ومن حكمة الله البالغة أن الشهداء الذين سقطوا في الشايقاب كلهم من أبناء القرى التي تحيط وتجاور الشايقاب.. ودر رعية.. عِبُود.. ود البر الخوالدة.. ود حسين.. وتم دفن أي شهيد في قريته ووسط أهله وعشيرته..
• كان تاج هؤلاء الشهداء قائد معسكر المواجهة الباسلة الشهيد الرمز المقدم أمير عبد الله ابن الدفعة 50 وابن قرية النقير التي ودّعته إلى تربته الطاهرة بالقرية وداع الأبطال..
• مضى الشهيد أمير إلى ربه تاركاً خلفه 5 أطفال كانوا نور عينه وقلبه لم ينقطع تواصله معهم حتى آخر لحظة وكان قبل أيام يداعب طفلته الصغيرة عبر الهاتف بعد أن اطمأن على وصول الدواء إليها حيث تعاني ثُقباً في القلب..
• هذه تضحيات لن تذهب هدراً.. والذين يظنون أنهم سيبقون آمنين في أرض السودان عامة وأرض ولاية الجزيرة خاصة فعليهم مراجعة ملحمة قرية الشايقاب والتي سطّرت واقعاً جديداً في ملاحم القتال والجسارة لن ينساه الغزاة الذين أنقذتهم أرجلهم من مقتلة الشايقاب..
• نصرٌ من الله وفتح قريب..